تلجأ العديد من الفتيات العازبات إلى ممارسات جنسية مختلفة يكون البعض منها شاذا، ويحرصن في الوقت ذاته على الحفاظ على على عذريتهن، خوفا من نظرة المجتمع للفتاة الفاقدة لعذريتها، لكن تلك الممارسات يكون لها تأثيرات نفسية كثيرة بعد الزواج. في الحوار التالي يتطرق الدكتور محسن بنيشو إلى تأثيرات ممارسة المرأة للجنس قبل الزواج على حياتها الزوجية، وإلى الأسباب التي تقودها إلى إخفاء تجاربها الجنسية عن زوجها.
ما هي الأسباب النفسية التي تقود معظم النساء إلى إخفاء تجاربهن الجنسية السابقة عن أزواجهن؟
من الطبيعي أن تخفي المرأة عن زوجها تجاربها الجنسية السابقة، فهي تحاول بتلك الطريقة الحفاظ على زواجها وعلى علاقتها بشريك حياتها، التي ستصبح مهددة بالانهيار في حال قامت بإخباره بأنها أقامت علاقات جنسية لكنها حافظت على عذريتها، لأن الرجل المغربي لا يتقبل عادة أن تكون زوجته قد مرت بتجارب جنسية قبل الزواج، مهما كانت تلك التجارب بسيطة، خاصة إذا كان الشك يطغى على شخصية الزوج أو كان يعاني من أعراض «البارانويا»، بحيث سيشك في تصرفات زوجته وفي مدى إخلاصها بمجرد أن يعلم بعلاقاتها السابقة، وقد يصل الأمر أحيانا إلى حد الطلاق.
والمعروف أن أي علاقة جنسية للفتاة والمرأة خارج إطار الزواج تعتبر مرفوضة داخل المجتمع ومحرمة شرعا وقانونا أيضا، فالتشريع والفكر الإسلامي يتعارضان كليا مع الفكر الغربي الذي لا يمنع الفتاة من إقامة علاقات جنسية منذ فترة المراهقة، وتكون هاته العلاقات بعلم الوالدين ومباركتهما، لأن الأسر الغربية تتعامل مع هاته المسألة باعتبارها أمرا عاديا، كما هو الشأن بالنسبة للمجتمع، الذي يتقبل ويشجع فكرة المساكنة قبل الزواج.
فكرة العذرية كذلك غير مطروحة داخل المجتمعات الغربية، حيث تقيم فيها الفتيات علاقات جنسية في سن مبكرة كنوع من الاستهلاك، فالاستهلاك الجنسي داخل تلك المجتمعات يندرج ضمن الاستهلاك العام.
ما هي انعكاسات ممارسة الفتاة للجنس قبل الزواج مع الحفاظ على عذريتها على حياتها الزوجية؟
لا يمكن في كل الأحوال النظر إلى النموذج الغربي باعتباره نموذجا إيجابيا يقتدى به، ولا اعتبار ممارسة الجنس قبل الزواج أمرا إيجابيا، فالجنس خارج إطار الزواج يكون له آثار جانبية عديدة على المرأة، التي يتلاشى تدريجيا بداخلها الشعور بالانجذاب إلى الجنس الآخر، ما يؤدي إلى نوع من الفتور في العلاقة الزوجية وانعدام الرغبة الجنسية، وهو الأمر الذي يفسر ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمعات الغربية مقارنة بالمجتمعات المغربية والعربية، بالإضافة إلى مشاكل العنف الزوجي وقضايا الاغتصاب التي تصل إلى ردهات المحاكم.
في المقابل نلاحظ أن الدين الإسلامي يمنع حدوث أي علاقة جنسية بين الرجل والمرأة خارج إطار الزواج، بل وحتى الصداقة بين الجنسين، ويحافظ على المرأة ويشجع على الزواج في سن مبكرة، غير أن التغيرات والتحولات التي عرفها المجتمع جعلت الأمور تختلف بشكل كبير عما كانت عليه، بسبب انفتاح المغاربة على الحضارة الغربية عن طريق وسائل الإعلام والاتصال، بحيث صاروا يحاولون تقليد نمط الحياة الغربي حتى عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الجنسية غير الشرعية، وهوالأمر الذي نتجت عنه في النهاية مشكلة العزوف عن الزواج.
هل يمكن أن يؤثر لجوء المرأة إلى ممارسات جنسية شاذة قبل الزواج بالإضافة إلى الجنس الافتراضي على ميولاتها في غياب تربية جنسية سليمة؟
تعاني العديد من الفتيات من مشاكل واضطرابات جنسية عديدة، نتيجة الإدمان على ممارسة الجنس الشاذ وإقامة علاقات جنسية عن طريق الأنترنت، لكنهن يحاولن الهروب من تلك المشاكل والاضطرابات وإخفاءها عن طريق الزواج، الأمر الذي يكون له نتائج سلبية، لأن الزواج لا يعتبر الحل السحري الذي من شأنه مساعدتهن على التخلص من تلك المشاكل وعيش حياة طبيعية.
المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالجنس التي تروج لها بعض المواقع الإباحية على الأنترنت، تقود الزوج والزوجة على حد سواء إلى ممارسات جنسية شاذة تلحق أضرار نفسية وصحية بكلا الطرفين.
ينبغي على الأشخاص الذين يرغبون في اكتساب ثقافة جنسية اللجوء إلى محللين نفسيين وأطباء متخصصين في التربية الجنسية، والذين ينطلقون في تحليلهم لمختلف المشاكل والاضطرابات الجنسية من الثقافة العربية الإسلامية وليس من الفكر الغربي، ومن الضروري أيضا أن يحرصوا على التواصل مع أهل الاختصاص الذين ينتمون إلى نفس حضارتهم في حال أرادوا الاستفادة من استشارة عن طريق الأنترنت، وذلك لتفادي الانسياق خلف المفاهيم والأفكار المغلوطة عن الجنس.
تابعني على الفيس بوك