كيف نفرق بين الممارسات الجنسية الطبيعية والغير طبيعية؟
قبل ما نبتدي نتكلم عن حاجة معينة في الجنس.. ها نخرج عن الوضوع شوية بما إنه موضوع ليس من السهل على الجميع مناقشته، أهم سؤال لازم نبدأ به هو كيفية تحديد ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي. كبف يمكنني معرفة إذا كان هذا السلوك أو ذاك طبيعي أو لأ؟ هل الجنس الفموي طبيعي؟ هل المثلية الجنسية طبيعية؟ هل ممارسة الجنس بدون الوصول للرعشة طبيعي؟ أين تقع الحدود بين ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي؟ كيف يمكن لأي شخص أن يعتبر أن هذا التصرف أو ذاك طبيعي والآخر غير طبيعي. على عاتق من تقع هذه المسؤولية؟ يميل البشر بطبيعتهم إلى تحويل العالم و رسمه بصورتهم الشخصية وسيصعب على أي منا أن يبقى حيادي عندما يطلب منه أن يتحكم بالحياة الإنسانية و بما يحيط بها. نغتني بثقافتنا وبأدياننا وبوسطنا الاجتماعي. وكل هذا يشكل لنا بنفس الوقت أمور تحدّدنا وتربطنا. سيصعب علينا أن نغيّر من أفكارنا. وخاصة أن قضينا عشرات السنين بصقلها.
عندما يتساءل شخص ما “هل أنا طبيعي”، فأن هذا السؤال ليس موجه لشخص بعينه فقط. ولكنه يسأل نفسه أولاً لأنه بدأ بوضع الشك بإرثه الثقافي والاجتماعي. يبحث كل منا عن الحدود الطبيعية التي يمكن أن تطمئنه. ورغم الانفتاح الفكري فأن العواطف قد لا تتماشى مع الأفكار المتحررة. فالبعض قد يتقبل فكرة الممارسة الجنسية خارج إطار العلاقة الزوجية لنفسه. ولكن قد يصعب عليه كثيرا أن يتقبلها لشريكه. يكفي هذا المثل لنظهر كيف أن اعتبارنا لأي تصرف كطبيعي هو اعتبار نسبي و هش.
التقّبل الاجتماعي لأي شيء يبنى بشكل تدريجي. وهذا الاتفاق يمكن أن يكون على مختلف المستويات، الزوجين، العائلة، مجموعة الأصدقاء، المدرس.. الخ. ويبقى السؤال؛ لماذا تتنوع الحدود الطبيعية بالممارسة الجنسية من زوجين لآخرين أو من شخص لآخر؟ أو بمعنى آخر من ماذا تتركب حياتنا الاجتماعية وقيم مجتمعنا وكيف تتطور؟
ليتقبل المجتمع فعل ما تمر هذه العملية بأربعة مراحل. لنأخذ على سبيل المثال تغير ما يمكن أن يحدث بأحد المجتمعات… كالتعري!
المرحلة الأولى: العادة
تتحدد الخطوة الأولى بعادات كل فرد منّا. يمكن ان نتخيل بأن شخص ما يمكن أن يجلس بمنزله خلف نافذته المغلفة بدون ملابس. أي أنه يبدأ بالتعود على التعري. بهذ المرحلة لكونه لا يزعج أحدا ولا يحاسبه أحد فلا يحتاج لأن يبرر تصرفه. وبدوره لا يمانع أن يفعل الآخرون مثله.
الخطوة الثانية: مشاركة العادة
قد يصل هذا الشخص لمرحلة يرغب بها أن يشاركه شخص ما بهذه العادة لكي لا يبقى وحده أو لأي سبب آخر. ولذلك يتطلب منه الأمر هنا أن يبرر هذه العادة أمام هذا الشخص قائلا أن هذا جيد لكونه يعرض الجلد للتهوية على سيبل المثال أو لارتفاع درجة الحرارة. ولكن تبقى هذه المبررات شخصية ولا يبحث الشخص عن طرق ملتوية لفرضها على الغير. فهو أمر يخصه ويخص من شاركه بهذا التصرف.
الخطوة الثالثة: تشكيل مجموعة
مع الوقت يميل الشخص وشريكه إلى تطبيق عادة التعري خارج المنزل وبمشاركة أشخاص آخرين. فيحاولا إيجاد منطقة منعزلة لممارسة التعري. لن يكون الأمر سهلا، فقد لا يعثران على هذه المنطقة بسهولة، ثم أن أصابع الاتهام ستتوجه نحوهما.
الخطوة الرابعة: تعميم التصرف
لتجنب هذا الضغط الخارجي قد يدفعنا الأمر للبحث عن مكان أوسع لممارسة التعري وسط مجموعة أكبر من أفراد المجتمع الذي يمكن أن يشاركوننا نفس وجهات النظر. مثل مخيمات التعري. وحتى هذه المرحلة يجب أن يبحث مروجي التعري عن المبررات التي يجب تقديمها للمجتمع. كأن يقولوا بأن التعري جيد لأنه يلغي الفروق الاجتماعية. ويمكن تطبيق ظاهرة التعميم هذه على جميع الظواهر الذي يتعامل أي مجتمع معها. لو أخذنا على سبيل المثال ظاهرة السماح القانوني بأجراء الإجهاض أو نظرة المجتمع إلى المثلية الجنسية. غالباً ما يمر التطور بهذه المراحل لأن كل تغيير بالقوة لن يفلح وسيبقى دائماً سطحي لأن الناس لن تتقبل الأمر وسيحافظ المجتمع على طريقته المعهودة بالتفكير حتى وإن بقت أقلية بهذا المجتمع ترى الأشياء بنظرة مختلفة. كلما زاد اصطدام هذا التغير مع العادات الاجتماعية العميقة الجذور فأن حظه بأن يتعمم يتضاءل!
الأفراد في أي مجتمع ما.. هم الأشخاص المتحكمين في عاداته وقيمه. حتى أهمية أو إلى أي مدى يستمد مجتمع ما عاداته وقيمه من الدين. ويمكن مشاهدة ذلك بوضوح بمجرد النظر إلى الوطن العربي وشمال أفريقيا والذي يتكون سكان معظم بلادها من ديانة واحدة. في بعض الدول الدين مسألة شخصية إلى حد كبير وفي البعض الآخر الدين جزء من قانون الدولة. في بعض الدول الدعارة مقننة وفي البعض الآخر لأ. في بعض الدول معظم النساء ترتدي النقاب ولكن في البعض الآخر مفيش مشكلة في المايوه البكيني… وفي مصر .. كل ده موجود المهم انك تعرف المكان المناسب!
لذلك.. في المرة القادمة الذي يحاول فيها أياً منا الحكم على فعل ما سواء كان له علاقة بالجنس أو لأ بأن هذا الفعل خطأ أو مشين أو مقزز… عليه أن يتذكر أن كل هذه العادات والقيم قابلة للتغيير وما هي إلا حالة مؤقتة تكونت نتيجة الرأي الجمعي لأفراد هذا المجتمع ولكن هذا لا يعني أن هذه الأراء صحيحة أو خاطئة لمجرد أن الأغلبية تشترك في رأي ما.
قبل ما نبتدي نتكلم عن حاجة معينة في الجنس.. ها نخرج عن الوضوع شوية بما إنه موضوع ليس من السهل على الجميع مناقشته، أهم سؤال لازم نبدأ به هو كيفية تحديد ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي. كبف يمكنني معرفة إذا كان هذا السلوك أو ذاك طبيعي أو لأ؟ هل الجنس الفموي طبيعي؟ هل المثلية الجنسية طبيعية؟ هل ممارسة الجنس بدون الوصول للرعشة طبيعي؟ أين تقع الحدود بين ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي؟ كيف يمكن لأي شخص أن يعتبر أن هذا التصرف أو ذاك طبيعي والآخر غير طبيعي. على عاتق من تقع هذه المسؤولية؟ يميل البشر بطبيعتهم إلى تحويل العالم و رسمه بصورتهم الشخصية وسيصعب على أي منا أن يبقى حيادي عندما يطلب منه أن يتحكم بالحياة الإنسانية و بما يحيط بها. نغتني بثقافتنا وبأدياننا وبوسطنا الاجتماعي. وكل هذا يشكل لنا بنفس الوقت أمور تحدّدنا وتربطنا. سيصعب علينا أن نغيّر من أفكارنا. وخاصة أن قضينا عشرات السنين بصقلها.
عندما يتساءل شخص ما “هل أنا طبيعي”، فأن هذا السؤال ليس موجه لشخص بعينه فقط. ولكنه يسأل نفسه أولاً لأنه بدأ بوضع الشك بإرثه الثقافي والاجتماعي. يبحث كل منا عن الحدود الطبيعية التي يمكن أن تطمئنه. ورغم الانفتاح الفكري فأن العواطف قد لا تتماشى مع الأفكار المتحررة. فالبعض قد يتقبل فكرة الممارسة الجنسية خارج إطار العلاقة الزوجية لنفسه. ولكن قد يصعب عليه كثيرا أن يتقبلها لشريكه. يكفي هذا المثل لنظهر كيف أن اعتبارنا لأي تصرف كطبيعي هو اعتبار نسبي و هش.
التقّبل الاجتماعي لأي شيء يبنى بشكل تدريجي. وهذا الاتفاق يمكن أن يكون على مختلف المستويات، الزوجين، العائلة، مجموعة الأصدقاء، المدرس.. الخ. ويبقى السؤال؛ لماذا تتنوع الحدود الطبيعية بالممارسة الجنسية من زوجين لآخرين أو من شخص لآخر؟ أو بمعنى آخر من ماذا تتركب حياتنا الاجتماعية وقيم مجتمعنا وكيف تتطور؟
ليتقبل المجتمع فعل ما تمر هذه العملية بأربعة مراحل. لنأخذ على سبيل المثال تغير ما يمكن أن يحدث بأحد المجتمعات… كالتعري!
المرحلة الأولى: العادة
تتحدد الخطوة الأولى بعادات كل فرد منّا. يمكن ان نتخيل بأن شخص ما يمكن أن يجلس بمنزله خلف نافذته المغلفة بدون ملابس. أي أنه يبدأ بالتعود على التعري. بهذ المرحلة لكونه لا يزعج أحدا ولا يحاسبه أحد فلا يحتاج لأن يبرر تصرفه. وبدوره لا يمانع أن يفعل الآخرون مثله.
الخطوة الثانية: مشاركة العادة
قد يصل هذا الشخص لمرحلة يرغب بها أن يشاركه شخص ما بهذه العادة لكي لا يبقى وحده أو لأي سبب آخر. ولذلك يتطلب منه الأمر هنا أن يبرر هذه العادة أمام هذا الشخص قائلا أن هذا جيد لكونه يعرض الجلد للتهوية على سيبل المثال أو لارتفاع درجة الحرارة. ولكن تبقى هذه المبررات شخصية ولا يبحث الشخص عن طرق ملتوية لفرضها على الغير. فهو أمر يخصه ويخص من شاركه بهذا التصرف.
الخطوة الثالثة: تشكيل مجموعة
مع الوقت يميل الشخص وشريكه إلى تطبيق عادة التعري خارج المنزل وبمشاركة أشخاص آخرين. فيحاولا إيجاد منطقة منعزلة لممارسة التعري. لن يكون الأمر سهلا، فقد لا يعثران على هذه المنطقة بسهولة، ثم أن أصابع الاتهام ستتوجه نحوهما.
الخطوة الرابعة: تعميم التصرف
لتجنب هذا الضغط الخارجي قد يدفعنا الأمر للبحث عن مكان أوسع لممارسة التعري وسط مجموعة أكبر من أفراد المجتمع الذي يمكن أن يشاركوننا نفس وجهات النظر. مثل مخيمات التعري. وحتى هذه المرحلة يجب أن يبحث مروجي التعري عن المبررات التي يجب تقديمها للمجتمع. كأن يقولوا بأن التعري جيد لأنه يلغي الفروق الاجتماعية. ويمكن تطبيق ظاهرة التعميم هذه على جميع الظواهر الذي يتعامل أي مجتمع معها. لو أخذنا على سبيل المثال ظاهرة السماح القانوني بأجراء الإجهاض أو نظرة المجتمع إلى المثلية الجنسية. غالباً ما يمر التطور بهذه المراحل لأن كل تغيير بالقوة لن يفلح وسيبقى دائماً سطحي لأن الناس لن تتقبل الأمر وسيحافظ المجتمع على طريقته المعهودة بالتفكير حتى وإن بقت أقلية بهذا المجتمع ترى الأشياء بنظرة مختلفة. كلما زاد اصطدام هذا التغير مع العادات الاجتماعية العميقة الجذور فأن حظه بأن يتعمم يتضاءل!
الأفراد في أي مجتمع ما.. هم الأشخاص المتحكمين في عاداته وقيمه. حتى أهمية أو إلى أي مدى يستمد مجتمع ما عاداته وقيمه من الدين. ويمكن مشاهدة ذلك بوضوح بمجرد النظر إلى الوطن العربي وشمال أفريقيا والذي يتكون سكان معظم بلادها من ديانة واحدة. في بعض الدول الدين مسألة شخصية إلى حد كبير وفي البعض الآخر الدين جزء من قانون الدولة. في بعض الدول الدعارة مقننة وفي البعض الآخر لأ. في بعض الدول معظم النساء ترتدي النقاب ولكن في البعض الآخر مفيش مشكلة في المايوه البكيني… وفي مصر .. كل ده موجود المهم انك تعرف المكان المناسب!
لذلك.. في المرة القادمة الذي يحاول فيها أياً منا الحكم على فعل ما سواء كان له علاقة بالجنس أو لأ بأن هذا الفعل خطأ أو مشين أو مقزز… عليه أن يتذكر أن كل هذه العادات والقيم قابلة للتغيير وما هي إلا حالة مؤقتة تكونت نتيجة الرأي الجمعي لأفراد هذا المجتمع ولكن هذا لا يعني أن هذه الأراء صحيحة أو خاطئة لمجرد أن الأغلبية تشترك في رأي ما.
تابعني على الفيس بوك